طرفه بن العبد |
هو عمرو بن العبد البكري، أقصر فحول شعراء الجاهلية عمرا ، ومال إلى الشعر والوقوع به في أعراض الناس ، حتى هجا عمرو بن هند ملك العرب على الحيرة مع أنه كان يتطلب معروفه وجوده ، فبلغ عمرو بن هند هجاء طرفة له فاضطغنها عليه ، حتى إذا ماجاءه هو وخاله المتلمس يتعرضان لفضله أظهر لهما البشاشة وأمر لكل منهما بجائزة ، وكتب لهما كتابين ، وأحلهما على عامله بالبحرين ليستوفياها منه ، وبينما هما في الطريق ارتاب المتلمس في صحيفته فعرج على غلام يقرؤها له ، ومضى طرفة فإذا في الصحيفة الأمر بقتله ، فألقى الصحيفة ، وأراد أن يلحق طرفة فلم يدركه وفر إلى ملوك غسان ، وذهب طرفه إلى عامل البحرين وقُتل هناك ، وعمره ست وعشرون سنه
لِـخَـوْلَةَ أطْـلالٌ بِـبُرْقَةِ ثَـهْمَدِ
تـلُوحُ كَباقي الوَشْمِ في ظاهِرِ اليَدِ
وُقـوفاً بِـها صَـحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ
يـقولونَ لا تَـهْلِكْ أسًـى وتَـجَلَّدِ
كــأنَّ حُـدوجَ الـمالِكِيَّةِ غُـدْوَةً
خَـلا يـاسَفينٍ بـالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ
عَـدَوْلِيَّةٌ أو مِـنْ سَـفينِ ابن يامِنٍ
يَـجورُ بِـها الملاَّحُ طَوْراً ويَهْتَدِي
يَـشُقُّ حَـبابَ الـماءِ حَيْزومُها بِها
كَـمَا قَـسَمَ الـتُّرْبَ الـمُفايِلَ باليَدِ
وفي الحَيِّ أحْوَى يَنْفُضُ المرْدَ شادِنٌ
مُـظاهِرُ سِـمْطَيْ لُـؤْلُؤٍ وزَبَرْجَدِ
خَـذولٌ تُـراعىَ رَبْـرَباً بِـخَميلَةٍ
تَـناولُ أطْـرافَ الـبَريرِ وتَرْتَدي
وتَـبْسِمُ عـن أَلْـمى كـأنَّ مُنَوِّراً
تَـخَلَّلَ حُـرَّ الـرَّمْلِ دِعْصٍ له نَدِ
سَـفَـتْهُ إيـاةُ الـشَّمسِ إلاّ لِـثاتِهِ
أُسِـفَّ ولـم تَـكْدِمْ عـليهِ بـإثمِدِ
ووجْـهٍ كـأنَّ الشَّمسَ ألْقتْ رِداءهَا
عـليه نـقيِّ الـلَّونِ لـم يَـتَخَدَّدِ
وإنِّـي لأُمْضي الهَمَّ عند احْتِضارِهِ
بـعَوْجاءَ مِـرْقالٍِ تَـرُوحُ وتَغْتدي
أمــونٍ كـألْواحِ الإرانِ نَـصَأْتُها
عـلى لاحِـبٍ كـأنَّهُ ظَـهْرُ بُرْجُدِ
جُـمـالِيَّةٍ وَجْـناءَ تَـرْدى كـأنَّها
سَـفَـنَّجَةٌ تَـبْرِي لأزْعَـرَ أرْبَـدِ
تُـبارِي عِـتاقاً نـاجياتٍ وأتْبَعَتْ
وظـيفاً وظـيفاً فـوْقَ مـوْرٍ مُعْبَّدِ
تَـرَبَّعتِ الـقُفَّيْنِ في الشَّولِ ترْتَعي
حـدائـقَ مـوْلِىَّ الأسِـرَّةِ أغْـيَدِ
تَـريعُ إلـى صَوْبِ المُهيبِ وتَتَّقي
بِـذي خُـصَلٍ روْعاتِ أكْلَف مُلْبِدِ
كـأنَّ جَـناحَيْ مَـضْرَحيٍّ تَـكَنَّفا
حِـفافَيْهِ شُـكَّا في العَسيبِ بِمِسْرَدِ
فـطَوْراً بِـهِ خَـلْفَ الزَّميلِ وتارَةً
عـلى حَـشَفٍ كـالشَّنِّ ذاوٍ مُجَدَّدِ
لـها فِـخْذان أُكْـمِلَ النَّحْضُ فيهِما
كـأنَّـهُما بـابـا مُـنيفٍ مُـمَرَّدِ
وطَـيُّ مَـحالٍ كـالحَنيِّ خُـلوفُهُ
وأجْـرِنَـةٌ لُـزَّتْ بـرأيٍ مُـنَضَّدِ
كــأنَّ كِـنَاسَيْ ضـالَةٍ يَـكْنِفانِها
وأطْـرَ قِـسِيٍّ تـحت صَلْبٍ مًؤيَّدِ
لـهـا مِـرْفـقانِ أفْـتلانِ كـأنَّها
تَـمُـرُّ بـسَـلْمَىْ دالِـجٍ مُـتَشَدِّدِ
كـقَـنْطَرةِ الـرُّوميِّ أقْـسَمَ رَبُّـها
لَـتُـكْتَنَفَنْ حـتى تُـشادَ بـقَرْمَدِ
صُـهابيةُ الـعُثْنونِ مُـوجَدَةُ القَرَا
بَـعيدةُ وَخْـدِ الـرِّجْلِ مَـوَّارَةُ اليَدِ
أُمِـرَّتْ يَـداها فَتْلَ شَزْرٍ وأُجْنِحَتْ
لـها عَـضُداها فـي سَقيفٍ مُسَنَّدِ
جَـنوحٌ دِفـاقٌ عَـنْدَلٌ ثم أُفْرِعَتْ
لـها كَـتِفاها فـي مُـعالىً مُصَعِّدِ
كـأنَّ عُـلوبَ الـنِّسْعِ فـي دَأَياتِها
مـوارِدُ مِـن خَلْقاءَ في ظَهْرِ قَرْدَدِ
تَـلاقَـى وأَحْـياناً تَـبينُ كـأنَّها
بَـنائِقُ غُـرٍّ فـي قَـميصٍ مُـقَدَّدِ
وأتْـلَعُ نَـهَّاضٌ إذا صَـعَّدَتْ بـه
كَـسُكَّانِ بُـوصِيٍّ بـدَجْلَةَ مُـصْعِدِ
وجُـمْـجُمَةٌ مـثلُ الـعَلاةِ كـأنَّما
وَعَى المُلْتَقَى منها إلى حَرْف مِبْرَدِ
وخَـدٌّ كـقِرْطاسِ الـشَّآمِي ومِشْفَرٌ
كَـسِبْتِ الـيَماني قَـدُّهُ لـم يُجرَّدِ
وعَـيْـنانِ كـالـماوِيَّتَيْن اسْـتَكَنَّتَا
بِـكَهْفَيْ حِجَاجَيْ صَخْرَةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ
طَـحورانِ عُـوَّارَ الـقَذَى فتراهُما
كَـمَـكْحولَتَيْ مـذْعورَةٍ أُمِّ فَـرْقَد
وصـادِقَتا سَـمْعِ التَّوَجُّسِ للسُّرَى
لِـهَجْسٍ خَـفيٍّ أو لِـصوْتٍ مُـنَدِّدِ
مُـؤَلَّلتانِ تَـعْرفُ الـعِتْقَ فـيهِما
كـسامَعَتَيْ شـاة بِـحَوْمَلَ مُـفْرَدِ
وأرْوَعُ نَـبَّـاضٌ أَحَــذُّ مُـلَـمْلَمٌ
كَـمِرْداةِ صَـخْرٍ في صَفيحٍ مُصَمَّدِ
وأعْـلَمُ مَـخْروتٌ من الأنْفِ مارِنٌ
عَـتيقٌ متى تَرْجُمْ به الأرضَ تَزْدَدِ
وإنْ شِئْتُ لم تُرْقِلْ وإنْ شِئْتُ أرْقَلَتْ
مَـخافَةَ مَـلْوِيٍّ مـن الـقَدِّ مُحْصَدِ
وإنْ شِئْتُ سامَى واسِطَ الكُورِ رأسُها
وعـامَتْ بـضَبْعَيْها نَـجاءَ الخَفَيْدَدِ
عَـلى مِثْلِها أمْضِي إذا قالَ صاحبي
ألا لَـيْتَني أفْـديكَ مِـنْها وأفْـتَدِي
وجـاشَتْ إلـيهِ النَّفُسُ خَوْفا وخالَهُ
مُصاباً ولو أمْسَى على غيرِ مرْصَدِ
إذا الـقَوْمُ قالوا مَن فَتَىً خِلْتُ أنَّني
عُـنيتُ فَـلمْ أكْـسَلْ ولـم أَتَـبلَّدِ
أحَـلْتُ عَـلَيْها بـالقَطيعِ فأجْذَمَتْ
وقـد خَـبَّ آلُ الأمْـعَزِ الـمُتَوَقِّدِ
فَـذَالَتْ كـما ذالَـتْ ولِيدَةُ مَجْلِسٍ
تُـرِى ربَّـها أذْيـالَ سَـحْلٍ مُمَدَّدِ
نَـدامايَ بِـيضٌ كـالنُّجومِ وقَـيْنَةٌ
تَـروحُ إِلـيْنا بـينَ بُـرْدٍ ومُجْسَدِ
رَحـيبٌ قِـطابُ الجَيِبِ منها رفيقَةٌ
بِـجَسِّ الـنَّدامَى بَـضَّةُ الـمُتَجَرَّدِ
إذا نَـحنُ قُـلنا أسْـمِعينا انْبَرَتْ لنا
عـلى رِسْـلِها مَـطْروفَةٌ لـم تَشَدَّدِ
إذا رَجَّعَتْ في صَوْتِها خِلْتَ صَوْتَها
تَـجـاوُبَ أظْـآرٍ عَـلَى رُبَـعٍ رَدِ
ومـا زالَ تَـشْرابي الخُمُورَ ولَذَّتي
وبَـيْعي وإنْـفاقي طَـريفي ومُتْلَدي
إلـى أنْ تَـحامَتْني الـعَشيرَةُ كُلُّها
وأُفْـرِدْتُ إَفُـرادَ الـبَعيرِ الـمُعَبَّدِ
رأيْـتُ بَـني غَـبْراءَ لا يُنْكُرونَني
ولا أهْـلُ هـذاكَ الـطِّرافِ المُمَدَّدِ
ألا أيُّـهذا الـزَّاجِرِي أحْضُرَ الوَغَى
وأنْ أشْـهَدَ الَّلذَّاتِ هل أنتَ مُخْلِدِي
فـإنْ كُـنْتَ لا تَـسْطيعُ دفْعَ مَنِيَّتي
فـدَعْني أُبـادِرْها بِـما مَلَكَتْ يَدِي
ولـوْلا ثـلاثٌ هُنَّ مِن عَيْشَةِ الفَتَى
وجَـدِّكَ لـم أحْـفِلْ مَتَى قامَ عُوَّدِي
فـمِنْهُنَّ سَـبْقي الـعاذِلاتِ بِـشَرْبَةٍ
كُـمَيْتٍ مـتى مـا تُعْلَ بالماءِ تزْبِدِ
وكـرِّى إذا نـادى المُضافُ مُجَنَّباً
كَـسِـيدِ الـغَضا نَـبَّهْتَهُ الـمُتَورِّدِ
وتَـقْصيُر يَـومِ الـدَّجْنِ والـدَّجْنُ
مُـعْجِبٌ بِبَهْكَنَةٍ تحتَ الخِباءِ المُعَمَّدِ
كـأنَّ الـبُرينَ والـدَّماليجَ عُـلَّقَتْ
عـلى عَـشَرٍ أو خِـرْوَعٍ لم يُخَضَّدِ
كـريمٌ يُـرَوِّي نَـفْسَهُ فـي حَياتِهِ
سَـتَعْلَمُ إنْ مُـتْنا غَـدا أيُّنا الصَّدِي
أرَى قَـبْـرَ نَـحَّامٍ بـخيلٍ بِـمالِهِ
كـقَبْرِ غَـوِيٍّ فـي الـبَطالَةِ مُفْسِدِ
تـرى جَـثْوتَيْنِ مِـن تُرابٍ عَلَيْهِما
صَـفائحُ صُـمٌّ مِـن صَفيحٍ مُنَضَّدِ
أرى الـموْتَ يَعْتامُ الكِرامَ ويَصْطَفي
عَـقـيلَةَ مـالِ الـفاحِشِ الـمُتَشَدِّدِ
أرى الـعَيْشَ كـنْزا ناقِصاً كُلَّ لَيْلَةٍ
ومـا تَـنْقُصُ الأيَّـامُ والـدَّهْرُ يَنْفَدِ
لَـعَمْرُكَ إنَّ الـموتَ ما أَخْطَأَ الفَتَى
لَـكالطِّوالِ الـمُرْخى وثِـنْياهُ باليَدِ
مَـتَى مـا يَـشَأْ يَـوْما يَقُدْهُ لحتْفِهِ
ومَـن يَـكُ فـي حَـبْلِ المنِيَّةِ يَنْقَدِ
فـما لـي أَرانـي وابْنَ عَمِّي مالكاً
مـتى أَدْنُ مِـنْهُ يَـنْأ عَـنِّي ويَبْعُدِ
يـلومُ ومـا أدْري عَـلامَ يـلومُني
كـما لاَمني في الحَيِّ قُرْطُ بنُ مَعْبَدِ
وأيْـأَسَني مِـن كُـلِّ خـيرٍ طَلَبْتُهُ
كـأنَّا وضـعْناهُ إلـى رَمْـسِ مُلْحَدِ
عـلى غـيرِ شـيْءٍ قُلْتُهُ غيرَ أنَّني
نَـشَدْتُ فـلَمْ أُفِـلْ حُـمولَةَ مَـعْبَدِ
وقَـرَّبْـتُ بـالقُرْبى وجَـدِّكَ إنَّـهُ
مـتى يَـكُ أمْـرٌ لـلنَّكيثَةِ أشْـهَدِ
وإنْ أُدْعَ لـلْجُلَى أكُـنْ مِـن حُماتِها
وأنْ يِـأْتِكَ الأعْـداءُ بـالجَهْدِ أَجْهَدِ
وإنْ يِـقْذِفوا بـالقَذْعِ عِرْضَكَ أسْقَهِمْ
بِـشُرْبِ حِـياضِ الموْتِ قبْلَ التَّهَدُّدِ
بِــلا حَـدَثٍ أَحْـدَثْتُهُ وكَـمُحْدَثٍ
هِـجائي وقَـذْفي بالشَّكاةِ ومُطْرَدي
فـلَوْ كـانَ مَـوْلايَ امْرأً هُو غَيْرُهُ
لَـفَرَّجَ كَـرْبي أوْ لأنْـظَرَني غَدي
ولـكنَّ مَـوْلايَ امـرؤٌ هُوَ خانِقي
عـلى الـشُّكْرِ والتَّسْآلِ أو أنا مُفْتَدِ
وظُـلْمُ ذَوي الـقُرْبَى أَشَدُّ مَضاضَةً
عـلى المرْءِ مِن وَقْعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ
فـذَرْني وخُـلْقِي إنَّـني لـكَ شاكِرٌ
ولـوْ حَـلَّ بَـيْتِي نائياً عِنْدَ ضَرْغَدِ
فـلَوْ شـاءَ ربِّي كُنْتُ قيْسَ بن خالِدٍ
ولـو شاءَ ربِّي كُنْتُ عَمْرَو بن مَرْثَدِ
فـأصْبَحْتُ ذا مـالٍ كـثيرٍ وزارَني
بَـنـونَ كِــرامٌ ســادَةٌ لِـمُسَوَّدِ
أنـا الـرَّجُلُ الضَّرْبُ الذي تَعْرِفونَهُ
خَـشاشٌ كَـرَأْسِ الـحيَّةِ الـمُتَوَقِّدِ
فـآلَيْتُ لا يَـنْفَكُ كَـشْحي بِـطانَةً
لِـعَضْبٍ رقـيقِ الـشَّفْرَتَيْنِ مُـهَنَّدِ
حُـسامٍ إذا مـا قُـمْتُ مُـنْتَصِراً بِهِ
كَـفَى العَوْدَ مِنْهُ البَدءُ ليْسَ بَمَعْضَدِ
أخـي ثِـقَةٍ لا يَـنْثَني عَنْ ضَريبَةٍ
إذا قـيلَ مَـهْلاً قـالَ حـاجِزُهُ قَدِي
إذا ابْـتَدَرَ الـقوْمُ الـسِّلاحَ وجَدْتَني
مـنـيعاً إذا بَـلَّـتْ بِـقائِمهِ يَـدِي
وَبَـرْكٍ هُـجودٍ قَـدْ أثارَتْ مَخافَتي
بَـواديَها أمْـشي بِـعَضْبٍ مُـجَرَّدِ
فَـمَرَّتْ كَـهاةٌ ذاتُ خَـيْفٍ جَـلالَةٌ
عَـقـيلَةَ شَـيْـخٍ كـالوَبيلِ يَـلَنْدَدِ
يـقولُ وقـد تَـرَّ الوَظيفُ وِسَاقُها
أَلَـسْتَ تَـرَى أنْ قـد أتَيْتَ بِمُؤِْيِدِ
وقـالَ ألاَ مـاذا تَـرونَ بِـشارِبٍ
شَـديـدٌ عَـلَـيْنا بَـغْـيُهُ مُـتَعَمِّدِ
وقــالَ ذَروهُ إنَّـمـا نَـفْعُها لـهُ
وإلاَّ تَـكُفُّوا قـاصِيَ الـبَرْكِ يَزْدَدِ
فـظَـلَّ الإِمـاءُ يَـمْتَلِلْنَ حُـوارَها
ويُـسْعَى عَـلَيْنا بِالسَّديفِ المُسَرْهَدِ
فـإنْ مُـتُّ فـانْعيني بِـما أنا أَهْلُهُ
وشُـقِّي عَـليَّ الـجَيْبَ يا ابْنَةَ مَعْبَدِ
ولا تَـجْعَليني كـأمْرِىءٍ ليْسَ هَمُّهُ
كَـهَمِّي ولا يُـغْني غَنائي ومَشْهَدي
بَـطيءٌ عَنْ الجُلَّى سَريعٍ إلى الخَنا
ذَلــولٍ بِـأَجْماعِ الـرِّجالِ مُـلَهَّدِ
فَـلَوْ كُنْتُ وَغْلا في الرِّجالِ لَضَرَّني
عَـداوَةُ ذي الأصْـحابِ والـمُتَوَحِّدِ
ولـكِنْ نَـفَى عَنِّي الرِّجالَ جَراءَتي
عَـلَيْهِمْ وإِقْـدامي وصِدْقي ومَحْتِدي
لَـعَمْرُكَ مـا أمْـري عَـلَّي بُـغُمَّةٍ
نَـهارِي ولا لَـيْلي عَـلَيَّ بِـسَرْمَدِ
ويَـوْمٌ حَـبَسْتُ النَّفْسَ عِنْدَ عِراكِها
حِـفاظاً عَـلَى عَـوْراته والـتَّهَدُّدِ
عَلَى مَوْطِنٍ يَخْشى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى
مـتى تَـعْتَرِكْ فيهِ الفَرائِصُ تُرْعَدِ
وأَصْـفَرَ مَـضْبوحٍ نَظَرْتُ حِوارَهُ
عَـلَى الـنَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِدِ
أرى الموتَ أعْدادَ الُّنفوسِ ولا أَرَى
بـعيداً غَـدًا ما أَقْرَبَ اليَوْمَ مَنْ غَدِ
سَـتُبْدِي لَـكَ الأيَّامُ ما كُنْتَ جاهِلاً
ويَـأْتيكَ بِـالأَخْبارِ مَـنْ لَـمْ تُزَوِّدِ
وَيَـأْتيكَ بِـالأَخْبارِ مَـنْ لمْ تَبِعْ لَهُ
بَـتاتاً ولَـمْ تَضْرِبْ لَهُ وقْتَ مَوْعِدِ