رسائل حب غربـيــة |
من (آن براد ستريت) إلى زوجها
رائدة الشعر الأمريكي قبل الثورة الدستورية
كالظبية العاشقة الراغبة في حبيبها
الراكضة , خلال أشجار الغابة , بأذن
صاغية , تبحث حيرى , في أي جبّ
أو مخبأ , عسى تراه عينها
أو تسمع به أذنها ...
هكذا نفسي التائقة ,
وقد ذابت من الشوق
إلى أعز حبيب ,
أعز من أي حبيب ...
ما برحت تنتظر , بريبة ورجاء وخيبة
أن تسمع صوته , أو يقع نظرها عليه
أو كالحمامة الساهمة فوق الغصون اليابسة
وحيدة تتحسر على غياب حبيبها
غيابه الذي حمل إليها شقاء العيش
هكذا أنا , بحزن شديد عميق ,
أنوح على رفيقي الحبيب الذي مضى الآن
وما أزال أصبو إلى حضوره ورجوعه
بألف نهدة كئيبة , وألف ترجيعة حزينة
أو كالسمكة الولهى , تلك الوفية
التي , وقد غاب حبيبها , لا تريد أن تفرح
وتعيش , بل تندفع إلى الشاطئ لتموت ,
لعلها تلمح هناك زوجها الواقع في الأسر .
أما وقد غاب زوجي , فما في حياتي هناءة
ومع أن لي زوجا , أراني لست بزوجة ...
وما هو أدهى من هذا ,
عجزي عن السير إليه
أنا بالقسر هنا , وهو بالقسر هناك
عد , يا عزيزي , يا فرحي , يا حبيبي الأوحد
إلى ظبيتك , إلى سمكتك البيضاء , إلى حمامتك
التي لا تُسعد بمرعى , أو بيت , أو جدول .
أما وقد ذهب الجوهر , فما هذه إلا أحلام
ألا فلنمرح معا عند شجرة واحدة
وكسلحافتين نستقر في منزل واحد
وكزوج من السمك ننحدر
في نهر واحد
دعنا نبقى واحدا
حتى يُفرقنا الموت .
حبيبتك المحبة في الوطن
والغربة وأي مكان
أ . ب