رسائل حب غربـيــة |
من إستيفن إلى ماجدولين (2)
رأيتك يا ماجدولين بعد افتراقنا عاما كاملا وكانت ساعة من أسعد الساعات وأهنئها ,
فغفرت بعدها من أجلها كل سيئاته عندي , بل نسيت عندها أنني ذقت طعم الشقاء ساعة
واحدة في يوم من أيام حياتي , وظللت أقول في نفسي : هذا شأني , ولم أرها إلا لحظة
واحدة على البعد , فكيف إذا أصبحت كل ساعات حياتي ساعات لقاء واجتماع ؟ ! .. إني
أذكر ذلك يا ماجدولين فيخيل إلي أن قلبي أضعف من أن يحمل هذه السعادة كلها , وأنها
يوم توافيني ستذهب إما بعقلي أو بحياتي ...
غير أني لي عندك أمنية واحدة , وأحب أن تأذني لي بذكرها وأن تنوليني إياها .
رأيتك في الملعب تلبسين ثيابا رقيقة ناعمة تشف عن ذراعيك وكتفيك ونحرك , وتكاد تنم
عن صدرك وثدييك , ورأيت الأنظار حائمة حولك تكاد تنتهبك انتهابا , فاشتد ذلك علي
كثيرا وألم بي من الغيظ والألم ما الله عالم به .
وما أحسب أنك كنت راضية عن نفسك في هذا المظهر الذي ظهرت به بين الناس , ولكنك خضعت
فيه لرأي النساء , ورأيهن في هذا الشأن أخيب الآراء وأطيشها , فرجائي عندك أن تنزعي
عنك هذه الشفوف المهلهلة , وأن تعودي إلى ثيابك القروية الأولى , صونا لجسمك من عبث
الأنظار وفضولها , فليس يكفيني منك أن تهبيني قلبك وتؤثريني بمحبتك , بل لا بد لك
من أن تذودي عنك قلوب الرجال وأفئدتهم فلا تجعلي لها سبيلا إلى الافتتان بك , أو
الاهتمام بشأنك , لا بالبشاشة والوداعة ولا بالتزين والتحلي , ولا بالتجمل والتأنق
.
واعلمي أن المرأة لا تخلص للرجل الذي تحبه الإخلاص كله حتى تؤثره بجميع مزاياها
وصفاتها , فلا تحفل برأي أحد فيها غير رأيه , ولا تنزل منزلة الرضا في قلب غير قلبه
, ولا تأذن لكائن من كان أن يقول لها في وجهها , أو بينه وبين نفسه , أو في رؤياه
وأحلامه , إنها جميلة وفاتنة , أو ما أظرفها وأبدعها ! .. حتى توافيه يوم توافيه
طاهرة نقية كاللؤلؤة المكنونة التي يلتقطها ملتقطها من صدفتها .
تحيتي إليك وإلى السيدة سوزان , وسأذهب مساء كل أحد إلى الملعب لأراك وألتمس السبيل
إلى لقائك .
إستيفن
تحت ظلال الزيزفون ـ ألفونس كار