رسائل حب شرقية


من حمزة شحاته إلى ابنته

ابنتي الغالية شيرين
لا تزالين بيننا وأظنك في غير حاجة إلى البرهان , فلو تخلى عنا ماضيك الحبيب فإن صوتك وقفشاتك وضحكاتك تملأ أرجاء البيت .

لا أدري أين أنت الآن ؟! .. ترى هل تكون رحلة شهر العسل قد انتهت ووصلت إلى أرض الوطن ؟! .. فقد مضت أيام وأيام دون أن أتلقى منك خطابا , بعد البرقية والبطاقات لأخواتك .. لا بد أنك مشغولة الآن بحياتك الجديدة .

إن معنى هذا أن الفراغ الذي خلفه لنا بعادك عنا سيتسع ويكبر , وهذا يعني مزيدا من القلق والعذاب بالنسبة لي .

من الرحمة بك ألا أملأ نفسك شعورا بهذا الفراغ القاتل , فمن الضروري أن تجهليه لتكوني سعيدة لا تنغص سعادتك أي ذكريات .

لقد شاطرتني في الماضي أيتها الحبيبة متاعبي وآلامي , بل كانت نفسك الكريمة تحمل عني أثقلها وأشدها وطأة , فمن حقك الآن أن أخلصك من الشعور بهذا .. يكفيني أن أشعر في داخل نفسي بأنك معي أينما كنت وعندما يتخلى عني الجميع .

إنك دائما أمامي وصوتك ينساب إلى أذني وقلبي رقيقا حانيا وأنفاسك تتردد على وجهي وبين عيني فتلطف حرارة إحساسي بالضنك والمرارة والعذاب .

عندما أتخلص من هذا الشعور , وعندما أفيق من غمرة هذا الذهول الذي يطوح بي في هذا الفراغ الرهيب الكبير الذي خلفه لي بعادك .. أستطيع أن أكتب لك كتابة أصفى لا تجدين فيها أثر الألم والدموع .

أنت الآن تعيشين في عدة أجواء .. جو المجتمع وجوك الخاص وجو العلاقات وجو شعورك وذبذباته .

ليت شعري هل تستطيعين الحديث عن ذلك كله ؟!

أخشى أن يأخذك الملل أو مجالات النشاط والاستغراق فيها .

لا تثقلي على نفسك ولا تكتبي إلا إذا كنت متهيئة تماما لذلك فقط , لا تدعيني أقلق عليك .. وهذا رجاء !!

إلى اللقاء أيتها الحبيبة الغالية .حمزة شحاته
--------------------------------
من شيرين شحاته إلى أبيها

بابا الغالي الحبيب حفظه الله

أقبل يديك الكريمتين , وأبعث لك بأرق تحياتي وأجمل أمنياتي . أنا الآن بخير كن مطمئنا , فكلماتك العظيمة هي سندي في كل ما يعترض طريقي , وأحاول دائما أن أقلدك فأتحدى بدوري المشاكل والظروف , وكثيرا ما أصارع الأفكار والقلق في نفسي حسب توجيهاتك , وأنجح أحيانا وأفشل أحيانا .

ولكني سأنجح أخيرا ما دمت بجواري الصديق والأخ والأب وإلا فلن أكون جديرة بأن أكون ابنتك التي تعتز بها !! .

كل ما أرجوه منك ألا تبخل علي برسائلك , لأنها تسعدني سعادة تفوق الوصف من الصعب أن تصورها كلماتي التي لم تقو بعد على التعبير في المشاعر العميقة , ولكني متأكدة أنك تفهم ابنتك جيدا وتفهم ما يدور في نفسها حتى ولو لم تحدثك به ...

من أخباري .. أنا مشغولة , فاختبارات الجامعة على الأبواب ولذلك تجدني غارقة في بحر من الأبحاث التاريخية , وكنت صباح اليوم مع هوميروس وملحمتيه الشهيرتين الإلياذة وأوديسا , وللمعلومية لقد أصبحت شغوفة بالتاريخ اليوناني والشعراء اليونانيين إلى أقصى درجة ...

بودي يا بابا أن أكون أنا وأخواتي عند حسن ظنك .. في كل ما كنت تحلم به وتخطط له في طريق مستقبلنا .. لأنني أشعر في داخلي بالحسرة والأسى لأنك لم تنجب ولدا , ولا أود أن تأسف أنت أيضا لأنك أنجبت خمس بنات , أنا الكبرى فيهن ( الله يسامحك يا بابا ) .. وكم كنت كبيرا لأنك لم تشعرنا بذلك في يوم من الأيام .

كثيرا ما أحدث نفسي لو كنت رزقت بولد ؟! ولكنها إرادة الله , ليتنا نكون عزاءك عن كل ما فاتك , كما كنت لنا نعم الأب وعزاءنا الوحيد .

لن أطيل عليك أكثر من ذلك وإن كنت أود أن أتحدث إليك حتى يدركني الصباح فأسكت عن الكلام المباح .

قبلاتي وأشواقي أخواتي الحبيبات , وأنا في انتظار رسائلهن وكفاية كسل , وقبلاتي لبابا الغالي وكل حبي وتقديري .

ابنتك

شيرين حمزة شحاتة


رجوع